البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتۡ عَلَيۡنَا شِقۡوَتُنَا وَكُنَّا قَوۡمٗا ضَآلِّينَ} (106)

ولما سمعوا هذا التقرير أذعنوا وأقروا على أنفسهم بقولهم { غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } من قولهم : غلبني فلان على كذا إذا أخذه منك وامتلكه ، والشقاوة سوء العاقبة .

وقيل : الشقوة الهوى وقضاء اللذات لأن ذلك يؤدي إلى الشقوة .

أطلق اسم المسبب على السبب قاله الجبائي .

وقيل : ما كتب علينا في اللوح المحفوظ وسبق به علمك .

وقرأ عبد الله والحسن وقتادة وحمزة والكسائي والمفضل عن عاصم وأبان والزعفراني وابن مقسم : شقاوتنا بوزن السعادة وهي لغة فاشية ، وقتادة أيضاً والحسن في رواية خالد بن حوشب عنه كذلك إلاّ أنه بكسر الشين ، وباقي السبعة والجمهور بكسر الشين وسكون القاف وهي لغة كثيرة في الحجاز .

قال الفراء : أنشدني أبو ثروان وكان فصيحاً :

علق من عنائه وشقوته *** بنت ثماني عشرة من حجته

وقرأ شبل في اختياره بفتح الشين وسكون القاف .

{ وَكُنَّا قَوْماً ضَالّينَ } أي عن الهدى .