محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا} (64)

{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } أي يكون لهم في الليل فضل صلاة وإنابة ، كما قال تعالى {[5900]} : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون } وقوله {[5901]} : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } الآية وقوله {[5902]} : { أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } و ( البيتوتة ) لغة ، الدخول في الليل . يقال : بات يفعل كذا يبيت ويبات ، إذا فعله ليلا . وقد تستعار البيتوتة للكينونة مطلقا . إلا أن الحقيقة أولى ، لكثرة ما ورد في معناها مما تلونا . ولذلك قال السلف : في الآية مدح قيام الليل والثناء على أهله . وفي قوله : { لربهم } إشارة إلى الإخلاص في أدائها وابتغاء وجهه الكريم . لما أن ذلك هو الذي يستتبع أثرها من العمل الصالح وفعل الخير وحفظ حدود الله و { قياما } جمع قائم أو مصدر أجري مجراه .


[5900]:(51 الذاريات 17 و 18).
[5901]:((32 السجدة 16).
[5902]:(39 الزمر 9).