البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا} (64)

والبيتوتة هو أن تدرك الليل نمت أو لم تنم ، وهو خلاف الظلول وبجيلة وأزد السراة يقولون : بيات وسائر العرب يقولون : يبيت ، ولما ذكر حالهم بالنهار بأنهم يتصرفون أحسن تصرف ذكر حالهم بالليل والظاهر أنه يعنى إحياء الليل بالصلاة أو أكثره .

وقيل : من قرأ شيئاً من القرآن بالليل في صلاة فقد بات ساجداً وقائماً .

وقيل : هما الركعتان بعد المغرب ، والركعتان بعد العشاء .

وقيل : من شفع وأوتر بعد أن صلى العشاء فقد دخل في هذه الآية .

وفي هذه الآية حض على قيام الليل في الصلاة .

وقدم السجود وإن كان متأخراً في الفعل لأجل الفواصل ، ولفضل السجود فإنها حالة أقرب ما يكون العبد فيها من الله .

وقرأ أبو البرهثيم : سجوداً على وزن قعوداً .