محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا} (67)

{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } أي لم يجاوزوا الحد ، في الإنفاق ، ولم يضيقوا على أنفسهم وأهليهم وما يعروهم بخلا ولؤما . بل كانوا في ذلك متوسطين ، وخير الأمور أوسطها .

قال الزمخشري : وصفهم الله بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير ، وبمثله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم {[5903]} : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط } وروى الإمام أحمد {[5904]} عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من فقه الرجل رفقه في معيشته ) وأخرج أيضا عن ابن مسعود {[5905]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما عال من اقتصد ) وروى البزار عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أحسن القصد في الغنى ، وما أحسن القصد في الفقر ، وما أحسن القصد في العبادة ) .

وعن الحسن : ( ليس في النفقة في سبيل الله سرف ) . وسمع رجل رجلا يقول : لا خير في الإسراف . فقال : لا إسراف في الخير .


[5903]:(17 الإسراء 29).
[5904]:أخرجه في المسند بالصفحة رقم 194 من الجزء الخامس (طبعة الحلبي).
[5905]:أخرجه في المسند بالصفحة رقم 447 من الجزء الأول (طبعة الحلبي) والحديث رقم 4269 (طبعة المعارف).