محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱغۡفِرۡ لِأَبِيٓ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ} (86)

{ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي } أي بهدايته وتوفيقه للإيمان . كما يلوح به تعليله بقوله { إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ } أي طريق الحق .

قال الحافظ ابن كثير : قوله : { واغفر لأبي } إلخ . . . كقوله {[5930]} : { ربنا اغفر لي ولوالدي } وهذا مما رجع عنه إبراهيم عليه السلام كما قال تعالى {[5931]} : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه } إلى قوله : { إن إبراهيم لأواه حليم } وقد قطع تعالى الإلحاق في استغفاره لأبيه ، فقال تعالى {[5932]} : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه } إلى قوله : { وما أملك لك من الله من شيء } .


[5930]:(14 إبراهيم 41).
[5931]:(9 التوبة 114).
[5932]:(60 الممتحنة 5).