محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (91)

[ 91 ] { فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ( 91 ) } .

{ فأخذتهم الرجفة } أي الزلزلة الشديدة .

قال ابن كثير : أخبر تعالى هنا أنهم أخذتهم الرجفة ، كما أرجفوا شعيبا وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء ، كما أخبر عنهم في سورة هود ، فقال : { ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة }{[4160]} والمناسبة هناك- والله أعلم- أنهم لما تهكموا به في قولهم : { أصلاتك تأمرك . . . } الآية{[4161]} - فجاءت الصيحة فأسكتتهم . وقال تعالى في الشعراء : { فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة ، إنه كان عذاب يوم عظيم }{[4162]} وما ذاك إلا لأنهم قالوا له في سياق القصة : { فأسقط علينا كسفا من السماء . . . } {[4163]} الآية/ فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم الظلة . وقد اجتمع عليهم ذلك كله . أصابهم عذاب يوم الظلة ، وهي سحابة أظلتهم ، فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم . ثم جاءتهم صيحة من السماء ، ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم ، فزهقت الأرواح ، وفاضت النفوس ، وخمدت الأجسام { فأصبحوا في دارهم } أي مدينتهم { جاثمين } أي ساقطين ميتين ، لا ينتفعون برؤوس أموالهم ولا بزوائدها .


[4160]:- [11/ هود/ 94].
[4161]:- [11/ هود/ 87].
[4162]:- [26/ الشعراء/ 189].
[4163]:- [11/ هود/ 87].