محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لَنُخۡرِجَنَّكَ يَٰشُعَيۡبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرۡيَتِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۚ قَالَ أَوَلَوۡ كُنَّا كَٰرِهِينَ} (88)

[ 88 ] { قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أوَلو كنا كارهين ( 88 ) } .

{ قال الملأ الذين استكبروا من قومه } أي عن الإيمان { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن } أي إلى ترك دعوى الرسالة ، والإقرار بها ، داخلين { في ملتنا } أي ملة المشركين .

قال الجشمي : الملة : الديانة التي تُجمع على العمل بها فرقة عظيمة . والأصل فيه تكرر الأمر ، من قولهم : طريق ممل ومليل ، وإذا تكرر سلوكه حتى صار معلما . ومنه الملل : تكرار الشيء على النفس حتى تضجر منه-انتهى- .

{ قال } أي شعيب { أو لو كنا كارهين } أي : أتجبروننا على ذلك ، وإن كنا كارهين له ؟ مع أنه لا فائدة في الإكراه ، لأن دينكم إن كان حقا ، لم نكن بالإكراه منقادين له ، وإن كان باطلا ، لم نكن بالإكراه متصفين به ، لأنه بالحقيقة صفة القلب ، ولا يسري إكراهكم إليه . وكيف لا نكرهه وهو يستلزم غاية القبح والظلم .