الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (91)

{ فأخذتهم الرجفة }[ 91 ] . أي : فأخذت الكفار منهم الزلزلة{[24422]} .

{ فأصبحوا في ديارهم جاثمين }[ 91 ] . أي : باركين على ركبهم{[24423]} . وقيل : خامدون{[24424]} .

وكان قوم شعيب أصحاب " ليكة{[24425]} " ، وهي : الغيضة{[24426]} من الشجر . وكانوا مع كفرهم /يبخسون الناس في الوزن والكيل{[24427]} ، فدعاهم إلى الله ( عز وجل{[24428]} ) ، فكذبوه ، وسألوه العذاب ، ففتح ( الله{[24429]} ) عليهم بابا من أبواب جهنم ، فأهلكهم الحر منه ، ولم ينفعهم ظل ولا ماء . ثم بعث الله سحابة{[24430]} فيها ريح طيبة ، فوجدوا ( فيها{[24431]} ) برد الريح ، فتنادوا : " الظلة{[24432]} ، عليكم بها " ! فلما اجتمعوا تحت السحابة ، انطبقت عليهم فأهلكتهم ، فهو { عذاب يوم الظلة{[24433]} }{[24434]} .

ونجى الله{[24435]} شعيبا والذين آمنوا معه{[24436]} ، فسكنوا مكة حتى ماتوا ( بها ){[24437]} .


[24422]:انظر تفسير {الرجفة} فيما سلف، 2434..
[24423]:انظر تفسير: {جاثمين} فيما سلف، 2435.
[24424]:قال الزجاج، معاني القرآن وإعرابه 2/351: "ومعنى {جاثمين} قد خمدوا من شدة العذاب. انظر صفة العذاب الذي أهلكوا به في جامع البيان 12/566، وما بعدها.
[24425]:في ج: أصحاب أيكة. وفي جامع البيان"...، عن السدي قال: إن الله بعث شعيبا إلى مدين، وإلى أصحاب الأيكة...". انظر الدر المنثور 3/502.
[24426]:الغيضة: بالفتح: الأجمة، وهي مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر. والجمع: غياض و: أغياض.
[24427]:في ج: في الكيل والوزن.
[24428]:ما بين الهلالين ساقط من ج، ور.
[24429]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24430]:في ج، ور تحرفت: سحابة، إلى: سبحانه.
[24431]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24432]:في الأصل تحرفت: الظلة إلى: الظلمة. والظلة: سحابة تظل، وأكثر ما يقال فيما يستوخم ويكره. مفردات الراغب/ظل.
[24433]:الشعراء آية 189. والآية بتمامها: {فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم}. انظر جامع البيان 12/566.
[24434]:الأثر منسوب إلى السدي في جامع البيان 12/567، 568.
[24435]:في ر: عز وجل.
[24436]:جزء من أثر معزو إلى ابن إسحاق. انظر: جامع البيان 12/567، 528.
[24437]:انظر: المحرر الوجيز 2/431. وما بين الهلالين ساقط من ج، وفي الدر المنثور 3/504: "وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه، أن شعيبا مات بمكة ومن معه من المؤمنين. فقبورهم في غربي الكعبة، بين دار الندوة، وبين باب بني سهم".