وقوله تعالى : { يخرج من بين الصلب والترائب } أي من بين صلب الرجل ونحر المرأة .
قال الإمام الصلب هو كل عظم من الظهر فيه فقار ويعبر عنه في كلام العامة بسلسلة الظهر وقد يطلق بمعنى الظهر نفسه إطلاقا لاسم الجزء على الكل { الترائب } موضع القلادة من الصدر وكنى بالصلب عن الرجل والترائب عن المرأة أي أن ذلك الماء الدافق إنما يكون مادة لخلق الإنسان إذا خرج من بين الرجل والمرأة ووقع في المحل الذي جرت عادة الله أن يخلقه فيه وهو رحم المرأة فقوله : { يخرج } الخ وصف لابد من ذكره لبيان أن الإنسان إنما خلق من الماء الدافق المستوفي شرائط صحة الخلق منه .
وقال بعض علماء الطب الترائب جمع تريبة وهي عظام الصدر في الذكر والأنثى ويغلب استعمالها في موضع القلادة من الأنثى ومنها قرىء قول امرىء القيس {[7426]}
قال ومعنى الآية أن المني باعتبار أصله وهو الدم ، يخرج من شيء ممتد بين الصلب أي فقرات الظهر في الرجل والترائب أي عظام صدره وذلك الشيء الممتد بينهما هو الأبهر ( الأروطي ) وهو أكبر شريان في الجسم يخرج من القلب خلفه الترائب ويمتد آخر الصلب تقريبا ومنه تخرج عدة شرايين عظيمة ، ومنها شريانان طويلان يخرجان منه بعد شرياني الكليتين وينزلان إلى أسفل البطن حتى يصلا إلى الخصيتين فيغذيانهما ومن دمهما يتكون المني في الخصيتين ويسميان شرياني الخصيتين أو الشريانين المنويين فلذا قال تعالى عن المني { يخرج من بين الصلب والترائب } لأنه يخرج من مكان بينهما وهو الأورطي أو الأبهر وهذه الآية على هذا التفسير تعتبر من معجزات القرآن العلمية وهذا القول أوجه وأدق من التفسير الأول انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.