محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَا تَحَـٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (18)

{ ولا تحاضون على طعام المسكين } أي لا يحض بعضكم بعضا عليه ولا يتواصى به .

قال الإمام وإنما ذكر التحاض على الطعام ولم يكتف بالإطعام فيقول ( ولم تطعموا المسكين ) ليصرح لك بالبيان الجلي أن أفراد الأمة متكافلون إنه يجب أن يكون لبعضهم على بعض عطف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع التزام كل لما يأمر به وابتعاد عما ينهى عنه .

لطيفة :

قال القاشاني في دلالة قوله تعالى { فأما الإنسان } الخ ، أي الانسان يجب أن يكون في مقام الشكر أو الصبر بحكم الإيمان لحديث " الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر " لأن الله تعالى إما أن يبتليه بالنعم والرخاء فعليه أن يشكره باستعمال نعمته فيما ينبغي من إكرام اليتيم وإطعام المسكين وسائر مراضيه ولا يكفر نعمته بالبطر والافتخار فيقول إن الله أكرمني لاستحقاقي وكرامتي عنده ويترفه في الأكل ويحتجب بمحبة المال ويمنع المستحقين أو بالفقر وضيق الرزق فيجب عليه أن يصبر ولا يجزع ولا يقول إن الله أهانني فربما كان ذلك إكراما له بأن لا يشغله بالنعمة عن المنعم ويجعل ذلك وسيلة له في التوجه إلى الحق والسلوك في طريقه لعدم التعلق كما أن الأول ربما كان استدراجا منه انتهى .