اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَا تَحَـٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (18)

قوله : { وَلاَ تَحَاضُّونَ على طَعَامِ المسكين } .

قرأ الكوفيون : «ولا تحاضون » ، والأصل : تتحاضون ، فحذف إحدى التاءين ، أي : لا يحض بعضكم بعضاً .

وروي عن الكسائي{[60156]} : «تُحاضُّون » بضم التاء ، وهي قراءة زيد بن علي وعلقمة ، أي : تحاضون أنفسكم .

والباقون{[60157]} : «تَحُضُّون » من حضَّه على كذا ، أي : أغراه به ، ومفعوله محذوف ، أي : لا تحضون أنفسكم ولا غيرها ، ويجوز ألاَّ يقدر ، أي : لا يوقعون الحضّ .

قوله : «عَلى طعامِ » : متعلق ب «تحضون » ، و«طَعَام » : يجوز أن يكون على أصله من كونه اسماً للمطعوم ، ويكون على حذف مضاف ، أي : على بذل ، أو إعطاء طعام ، وأن يكون اسم مصدر بمعنى : الإطعام كالعطاء بمعنى الإعطاء ، فلا حذف حينئذ .

فصل في ترك إكرام اليتيم

اعلم أن ترك إكرام اليتيم على وجوه :

أحدها : ترك بره وإليه الإشارة بقوله تعالى : { وَلاَ تَحَاضُّونَ على طَعَامِ المسكين } .

والثاني : دفعه عن حقه ، وأكل ماله ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : { وَتَأْكُلُونَ التراث أَكْلاً لَّمّاً وَتُحِبُّونَ المال حُبّاً جَمّاً } .


[60156]:وقرأ بها ابن المبارك كما في المحرر الوجيز 5/480، والقرطبي 20/36، والدر المصون 6/521.
[60157]:ينظر: السبعة 685، والحجة 6/410، وإعراب القراءات 2/479، وحجة القراءات 762 -763.