محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَيَالٍ عَشۡرٖ} (2)

{ وليال عشر } هي على قول ابن عباس ومجاهد عشر ذي الحجة لأنها أيام الاهتمام بنسك الحج وفي البخاري {[7454]} عن ابن عباس مرفوعا " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام " يعني عشر ذي الحجة .

وحكى ابن جرير{[7455]} أنه قبل عنى بها عشر المحرم والرازي قولا أنها العشر الأواخر من رمضان لما فيه من ليلة القدر ولما صح{[7456]} " أنه صلوات الله عليه كان إذا دخل العشر الأخير من رمضان شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله " وثمة وجه آخر في العشر وهو أنها الليالي التي يحلو لك فيها الليل ويشتد ظلامه ويغشى الأفق سواده ، وتلك خمس من أوائله وخمس من أواخره وإن لفظة { عشر } بمثابة قوله في السور الآتية { إذا يغشى } { إذا سجى } مما يبين وجه العبرة ويجليها أتم الجلاء ولا بعد في هذا المعنى بل فيه توافق الآيات وبالجملة فأوضح المخصصات ما عضده دليل أو أيدته قرينة أو حاكى نظائره والله أعلم .


[7454]:أخرجه الترمذي في 6- كتاب الصوم، 52-باب ما جاء في العمل في أيام العشر حديث رقم 757.
[7455]:انظر الصفحة رقم 168 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).
[7456]:اخرجه البخاري في 32- كتاب فضل ليلة القدر، 5- باب العمل في العشر الأواخر من رمضان حديث رقم 1027 عن عائشة.