الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَحَـٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (18)

وقوله : ( كلا ) هو إنكار من الله أن يكون سبب كرامته من أكرم [ كثرة ] {[75534]} المال ، وسبب إهانته من أهان قلة المال .

قال قتادة : معناه : لا أكرم من أكرمت بكثرة المال ولا أهين من أهنت بقلته {[75535]} . ولكن إنما أكرم من أكرمت {[75536]} بتوفيقه إلى [ طاعتي ] {[75537]} وأهين من أهنت بخذلانه وارتكاب لمعصيتي {[75538]} .

( ودل على ذلك قوله : ( بل لا تكرمون اليتيم ، ولا تحضون على طعام المسكين ) إلى ( جما ) أي : فبهذا {[75539]} أهين من أهنت {[75540]} ، لأنه مرتكب لمعصيتي ) {[75541]} مخذول ممنوع عن طاعتي {[75542]} .

وقيل معناه لم يكن الإنسان أن يحمد الله على النعم دون الفقر ، ولكن ينبغي له أن يحمده على الأمرين جميعا على الغنى والفقر {[75543]} .

والوقف على ( أهانن ) حسن ، وتكون {[75544]} " كلا " في الابتداء بمعنى " حقا " أو بمعنى " ألا " . وهو قول الأخفش وأحمد بن موسى {[75545]} .

وأجاز أبو حاتم الوقف على ( أهانن ) وعلى ( كلا ) {[75546]} .

والوقف عند نصير والفراء على " كلا " وهو الاختيار لأنها عند أهل التفسير رد لما قبلها . ( وقد ) {[75547]} قال الحسن : " كلا " معناه ليس يهان بفقر ولا غنى {[75548]} ، وقاله قتادة {[75549]} .

14 .

17


[75534]:م: بكثرة.
[75535]:أ: بقلة المال.
[75536]:ث: أكرمته.
[75537]:م: طاعة.
[75538]:انظر: المصدر السابق.
[75539]:م: فهذا.
[75540]:أ، ث: أهنته.
[75541]:ما بين قوسين (ودل – لمعصيتي) ساقط من أ.
[75542]:انظر: هذا الاستدلال في جامع البيان 30/182.
[75543]:حكاه الطبري في جامع البيان 30/182.
[75544]:أ: ويكون.
[75545]:انظر: كتاب شرح كلا: 58، و743هـ (5) من هذا التفسير والذي يظهر أنه قول آخر لأحمد ابن موسى.
[75546]:انظر: المصدر السابق.
[75547]:ساقط من أ، ث.
[75548]:أ: لغني... وانظر: القطع: 776.
[75549]:انظر: المصدر السابق.