تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

الإسلام : معناه هنا الاستسلام والانقياد لأمر الله .

من أشدُّ ظلماً وعدواناً ممن اختلقَ على الله الكذب ، وهو يدعو إلى الإسلام ! لقد دعاهم الرسولُ الكريم إلى نبذ الشِرك ، ودعاهم إلى الإيمان بالله وحده فلم يؤمنوا ، وأثاروا حوله الشكوك والافتراءات ، { والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } الّذين يفترون على الله الكذب .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

شرح الكلمات :

{ ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب } : أي لا أحد أعظم ظلماً ممن يكذب عل الله فينسب إليه الولد والشريك ، والقول والحكم وهو تعالى برىء من ذلك .

{ وهو يدعى إلى الإِسلام } : أي والحال أن هذا الذي يفترى الكذب على الله يدعى إلى الإِسلام الذى هو الاستسلام والانقياد لحكم الله وشرعه .

{ والله لا يهدى القوم الظالمين } : أي من ظَلم ثم ظلم وواصل الظلم يصبح الظلم طبعاً له فلا يصبح قابلاً للهداية فيحرمها حسب سنة الله تعالى في ذلك .

المعنى :

يقول تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب } والحال أنه يدعى الإِسلام الدين الحق إنه لا أظلم من هذا الإِنسان أبداً ، إن ظلمه لا يقارن بظلم هذا معنى قوله تعالى في الآية الأولى ( 7 ) { ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب } . أي اختلق الكذب على الله عز وجل وقال له كذا وكذا وقال أو شرع كذا وهو لم يقل ولم يشرع . كما هي حال مشركي قريش نسبوا إليه الوليد والشريك وحرموا السوائب والبحائر والحامات وقالوا في عبادة أصنامهم لو شاء الله ما عبدناهم إلى غير ذلك من الكذب الاختلاق على الله عز وجل . وقوله وهو يدعى إلى الإسلام إذ لو كان أيام الجاهلية حيث لا رسول ولا قرآن لهان الأمر أما أن يكذب على الله والنور غامر والوحي ينزل والرسول يدعو ويبين فالأمر أعظم والظلم أظلم .

الهداية

من الهداية :

- عظم جرم الكذب على الله وأنه من أفظع أنواع الظلم .

- حرمان الظلمة المتوغلين في الظلم من الهداية .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

قوله تعالى : { ومن أظلم } أي لا أحد أظلم " ممن افترى على الله الكذب " تقدم في غير موضع{[14942]} . { وهو يدعى إلى الإسلام } هذا تعجب ممن كفر بعيسى ومحمد بعد المعجزات التي ظهرت لهما . وقرأ طلحة بن مصرف " وهو يدعى " بفتح الياء والدال وشدها وكسر العين ، أي ينتسب . ويعي وينتسب سواء . { والله لا يهدي القوم الظالمين } أي من كان في حكمه أنه يختم له بالضلالة .


[14942]:راجع جـ 6 ص 401 وجـ 7 ص 39.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

ولما كان التقدير إعلاماً بأنهم أظلم الناس لتعمدهم للكذب : فمن أظلم منهم لتهتكهم في ذلك ، عطف عليه قوله : { ومن أظلم } وعم{[65043]} كل من اتصف بوصفهم فقال : { ممن افترى } أي تعمد { على الله } أي الملك الأعلى { الكذب } الذي هو أقبح الأشياء { وهو } أي والحال أنه { يدعى } أي من أي داع كان { إلى الإسلام } الذي هو أحسن الأشياء فيكفي في الدعاء إليه أدنى تنبيه لأنه الاعتراف بالحق لمن هو له ، فيجعل مكان الإجابة افتراء الكذب في تلك الحالة{[65044]} الحسنى .

ولما كان التقدير : فهو لا يهديه الله لأجل ظلمه ، عطف عليه قوله : { والله } أي الذي له الأمر كله فلا أمر لأحد معه { لا يهدي القوم{[65045]} } أي لا يخلق الهداية في قلوب من فيهم قوة المحاولة للأمور الصعاب{[65046]} { الظالمين * } أي الذين يخبطون في عقولهم خبط من هو في الظلام .


[65043]:- من ظ وم، وفي الأصل: هم.
[65044]:- زيد من ظ وم.
[65045]:- وقع في الأصل بعد "الصعاب" والترتيب من ظ وم.
[65046]:- زيد في الأصل: أي الفرقة والطائفة الذين طبعهم الكذب على الله، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.