قوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله الكذب } أي : لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب .
قوله : { وَهُوَ يدعى إِلَى الإسلام } جملة حالية من فاعل : «افْتَرَى » ، وهذه قراءة العامة{[56439]} .
وقرأ طلحة{[56440]} : «يدَّعي » - بفتح الياء والدال مشددة - مبنياً للفاعل .
وفيها تأويلان{[56441]} :
أحدهما : قاله الزمخشري ، وهو أن يكون «يفتعل » بمعنى : «يفعل » نحو : «لمسه والتمسه »{[56442]} .
والضميران ، أعني : «هو » ، والمستتر في : «يدعى » لله تعالى ، وحينئذ تكون القراءتان بمعنى واحد ، كأنه قيل : والله يدعو إلى الإسلام .
وفي القراءة الأولى يكون الضَّميران عائدين على «من » .
والثاني : أنه من ادّعى كذا دعوى ، ولكنه لما ضمن يدّعي معنى ينتمي وينتسب عُدِّي باللام ؛ وإلا فهو متعدٍّ بنفسه .
وعلى هذا الوجه فالضميران ل «من » أيضاً ، كما هما في القراءة المشهورة .
وعن طلحة : «يُدَّعى »{[56443]} - مشدد الدال - مبنياً للمفعول .
وخرجها الزمخشري على ما تقدم من : ادَّعاه ودعاه بمعنى : لمسه والتمسه .
والضميران عائدان على «من » عكس ما تقدم عنده في تخريج القراءة الأولى ، فإن الضميران لله ، كما تقدم تحريره .
وهذا تعجب ممن كفر بعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم بعد المعجزات التي ظهرت لهما{[56444]} ، ثم قال : { والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } أي : من كان في حكمه أن يختم له بالضلالة والغي{[56445]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.