الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

قوله : { وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ } : جملةٌ حاليةٌ مِنْ فاعلِ " افترى " ، وهذه قراءةُ العامَّةِ . وقرأ طلحة " يَدَّعي " بفتح الياء والدال مشددة مبنياً للفاعل ، وفيها تأويلان ، أحدهما قاله الزمخشري وهو أن يكونَ يَفْتَعِل بمعنى يَفْعَلُ نحو : لَمَسَه والتمَسه . والضميران أعني " هو " والمستتر في " يَدَّعي " لله تعالى ، وحينئذٍ تكون القراءتان/ بمعنى واحدٍ ، كأنَّه قيل : واللَّهُ يدعو إلى الإِسلام . وفي القراءة الأولى يكون الضميران عائدَيْن على " مَنْ " . والثاني : أنه مِنْ ادَّعى كذا دَعْوَى ، ولكنه لَمَّا ضُمِّن " يَدَّعي " معنى يَنْتَمي وينتسبُ عُدِّي ب " إلى " وإلاَّ فهو متعدٍّ بنفسه ، وعلى هذا الوجهِ فالضميران ل " مَنْ " أيضاً ، كما هي في القراءةِ المشهورة .

وعن طلحة أيضاً " يُدَّعى " مشددَ الدال مبنياً للمفعولِ . وخَرَّجَها الزمخشريُّ على ما تقدَّم مِنْ : ادَّعاه ودَعاه بمعنىً نحو : لَمَسه والتمسه . والضميران عائدان على " مَنْ " عكسَ ما تقدَّم عنده في تخريج القراءة الأولى فإنَّ الضميرَيْن لله تعالى ، كما تقدَّم تحريرُه .