فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله الكذب وَهُوَ يدعى إِلَى الإسلام } أي لا أحد أكثر ظلماً منه حيث يفتري على الله الكذب ، والحال أنه يدعى إلى دين الإسلام الذي هو خير الأديان وأشرفها ، لأن من كان كذلك فحقه أن لا يفتري على غيره الكذب ، فكيف يفتريه على ربه . قرأ الجمهور : { وَهُوَ يُدعَى } من الدعاء مبنياً للمفعول . وقرأ طلحة بن مصرف : ( يدعي ) بفتح الياء وتشديد الدال من الادّعاء مبنياً للفاعل ، وإنما عدّي بإلى لأنه ضمن معنى الانتماء والانتساب { والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } هذه الجملة مقرّرة لمضمون ما قبلها . والمعنى : لا يهدي مَنِ اتّصف بالظلم ، والمذكورون من جملتهم .

/خ9