تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

أرأيتَ : أخبِرني .

وبعد ذلك ضَرب الله لنا مثلا من أمثلة الطغيان ، وذكَره على طريقة الاستغراب والتعجيب .

ثم أعقبَ ذِكره بالوعيد والتهديد فقال : { أَرَأَيْتَ الذي ينهى }

أأبصرتَ يا محمد هذا الطاغي الذي ينهى الناس عن الصلاة ، ويحُول دون عبادة الله !

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

{ أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى } اتفق المفسرون أن العبد الذي صلى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن الذي نهاه أبو جهل لعنه الله ، وسبب الآية أن أبا جهل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في المسجد الحرام فهم بأن يصل إليه ، ويمنعه من الصلاة ، وروي أنه قال : " لئن رأيته يصلي لأطأن عنقه " ، فجاءه وهو يصلي ثم انصرف عنه مرعوبا ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : لقد اعترض بيني وبينه خندق من نار ، وهول وأجنحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

ولما أخبر بطغيانه وعجل بذكر دوائه لأن المبادرة بالدواء لئلا يتحكم الداء واجبة ، دل على طغيانه مخوفاً من عواقب الرجعى في أسلوب التقرير ؛ لأنه أوقع في النفس ، وأروع للّب ، لأن أبا جهل قال : " لئن رأيت محمداً يعفر وجهه لأفضخن رأسه بصخرة ، فجاء ليفعل ما زعم فنكص على عقبيه ، ويبست يداه على حجره ، فسئل عما دهاه ، فقال : إن بيني وبينه لهولاً وأجنحة ، وفي رواية : لخندقاً من النار ، وفي رواية : لفحلاً من الإبل ، فما رأيت مثله ، ولو دنوت منه لأكلني " وأصل الحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، فقال : { أرءيت } تقدم في الأنعام أن هذا الفعل إذا لم يكن بصرياً كان بمعنى أخبر ، فالمعنى : أخبرني هل علمت بقلبك علماً هو في الجلاء كرؤية بصرك { الذي ينهى * } أي على سبيل التجديد والاستمرار .