تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ} (7)

عندما يرى نفسه غنياً ذا ثروة طائلة ومالٍ كثير .

وليست الثروة مذمومةً في كل حال ، فإنْ كان الإنسان مؤمناً تقيا وآتاه الله مالاً كثيرا وقام بحقّه ، فإن ذلك خيْرٌ وأبقى ، يعمُّ نفعُه ويرضى الله عنه ورسوله .

ثم حذّر من الطغيان .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ} (7)

{ أن رآه استغنى } في موضع المفعول من أجله ، أي : يطغى من أجل غناه ؛ والرؤية هنا بمعنى العلم بدليل إعمال الفعل في الضمير ، ولا يكون ذلك إلا في أفعال القلوب ، والمعنى رأى نفسه استغنى ، واستغنى هو المفعول الثاني .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ} (7)

وأكده لما لأكثر الخلق من التكذيب به ، فإنه لا طاغي يقر بأنه طغى { أن } أي لأجل أن { رآه } أي علم الإنسان نفسه علماً وجدانياً { استغنى * } أي وجد له الغنى ، هذا هو الطبع الغالب في الإنسان متى استغنى عن شيء عمي عن مواضع افتقاره ، فتغيرت أحواله معه ، وتجاوز فيه ما ينبغي له الوقوف عنده " ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب " ، ومن كان مفتقراً إلى شيء كان منطاعاً له كما في حديث آخر أهل النار خروجاً منها يقسم لربه أنه لا يسأل غير ما طلبه ، فإذا أعطيه واستغنى به سأل غيره حتى يدخل دار القرار ، ولعله نبه بهذا على أن هذه الأمة المحتاجة ستفتح لها خزائن الأرض فيطغيها الغنى كما أطغى من قبلها ، وإن كانوا هم ينكرون ذلك ، كما قال صلى الله عليه وسلم حين بشرهم بالفتوحات وقال : " إنه يغدى على أحدكم بصفحة ويراح عليه بأخرى ، ثم قال لهم : أنتم اليوم خير أم يومئذ ، فقالوا : بل يومئذ ، نتفرغ لعبادة ربنا ، فقال : بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ ، قال صلى الله عليه وسلم : والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى أن يبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم " .

أو كما قال صلى الله عليه وسلم .