تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَكَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمٗا قَدِيرٗا} (44)

أوَلَم يَسِرْ هؤلاء المشركون أثناء رحلاتهم إلى الشام ويروا الأرض التي أهلكنا فيها أهلَها بكفرهم وجعلناهم مثلاً لمن بعدهم . لقد كان أولئك أقوى منهم وأغنى فلم تمنعهم قوتهم من عذاب الله .

{ وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } :

وهذا تهديدٌ لهم أنهم إذا ساروا على تمرّدِهم وعنادهم فمصيرهم مصيرُ من سبقَهم ، وإن هذا سهلٌ عليه ، ولا يُعجِزه شيء يريده في هذا الكون الكبير كله .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَكَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمٗا قَدِيرٗا} (44)

بين السنة التي ذكرها ، أي أو لم يروا ما أنزلنا بعاد وثمود ، ومدين وأمثالهم لما كذبوا الرسل ، فتدبروا ذلك بنظرهم إلى مساكنهم ودورهم ، وبما سمعوا على التواتر بما حل بهم ، أفليس فيه عبرة وبيان لهم ؟ ليسوا خيرا من أولئك ولا أقوى ، بل كان أولئك أقوى ، دليله قوله : " وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض " أي إذا أراد إنزال عذاب بقوم لم يعجزه ذلك . " إنه كان عليما قديرا " .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَكَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمٗا قَدِيرٗا} (44)

قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ( 44 ) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا }

أي قل لهؤلاء المشركين المكذبين يا محمد : أو لم تروا في أسفاركم ما حلَّ بالذين خلوا من قبلكم من الأمم الكافرة ، من العقاب . فقد أهلكهم الله ودمَّر عليهم وأذهب سلطانهم ووجودهم . وهذه بيوتهم الخاوية ومساكنهم التي أتى عليها الخراب والتدمير تشهد بما حاق بهم من سخط الله وعقابه الماحق ، وقد كانوا أشد قوة وبطشا من هؤلاء المشركين .

قوله : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ } أي لن يُعجز اللهَ تعذيب هؤلاء المشركين الضالين إن أراد الله أن يعاقبهم أو ينتقم منهم .

إنهم لا يعجزونه هربا من سلطانه وملكوته فهو سبحانه محيط بهم وهو قادر على إفنائهم وقطع دابرهم . وليس من قوة أو شيء في السماوات والأرض بقادر على دفع البلاء أو العقاب عن الظالمين إن أراد الله أن يُحله بهم { إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا } الله عليم بأحوال عباده وبما هم عليه من الضلال أو الهداية . وهو سبحانه قادر أن ينتقم من الظالمين المكذبين فيهلكهم أو يذلهم .