فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَكَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمٗا قَدِيرٗا} (44)

{ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } هذه الجملة مسوقة لتقرير ما قبلها وتأكيده أي : ألم يسيروا في أرض الشام واليمن والعراق فينظروا ما أنزلنا بعاد وثمود ومدين وأمثالهم من العذاب لما كذبوا الرسل فإن ذلك هو من سنة الله في المكذبين التي لا تبدل ولا تحول وآثار عذابهم وما أنزل الله بهم موجودة في مساكنهم ظاهرة في منازلهم ، والهمزة للإنكار أو النفي ، والواو للعطف على مقدر يليق بالمقام .

{ وَكَانُوا } أي والحال أنهم كانوا { أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } وأطول أعمارا وأكثر أموالا وأقوى أبدانا فما نفعهم طول المدى ، وما أغنت عنهم شدة القوة .

{ وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأرْضِ } أي ما كان ليسبقه ويفوته شيء من الأشياء كائنا ما كان فيهما ، وهذا تقرير لما يفهم مما قبله من استئصال الأمم السابقة .

{ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا } أي كثير العلم كثير القدرة لا يخفى عليه شيء ولا يصعب عليه أمر ، وهذا تعليل لذلك التقدير .