قوله تعالى : { أو لم يسيروا في الأرض }45 إلى آخر السورة 46 .
أي : أو لم يسر هؤلاء المشركون من قومك يا محمد في الأرض ، فينظروا عاقبة الأمم الذين كذبوا الرسل من قبلهم ، فيتعظوا ويزدجروا عن إنكارهم لنبوتك وتكذيبك فيما جئتهم به ، ويخافوا أن يحل بهم مثل ما حل بأولئك الأمم من العقوبات .
والمعنى : أنهم قد ساروا ونظروا لأنهم كانوا تجارا إلى الشام ، فيمرون على مدائن قوم لوط وغيرها من المدن التي أهلك الله قومها لكفرهم بالرسل ، كما تقول للرجل ألم أحسن إليك ؟ أي : قد أحسنت إليك .
ثم قال : { وكانوا أشد منهم قوة } أي : وكان أولئك من الأمم أشد من هؤلاء قوة في الأبدان والأموال والأولاد ، فلم ينفعهم ذلك إذ كفروا ، فأحرى أن لا ينتفع هؤلاء بقوتهم وكثرة أموالهم وأولادهم إذ هم دون أولئك .
ثم قال : { قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض } أي : لم يكن شيء يفوت الله بهرب ولا غيره ، بل كل تحت قبضته فلا محيص عنه ولا مهرب في السموات ولا في الأرض .
بل هذا وعيد وتهديد وتخويف لمن أشرك بالله وكذب محمدا صلى الله عليه وسلم .
ثم قال : { إنه كان عليما قديرا } أي : بخلقه وما هو كائن ، ومن المستحق منهم تعجيل العقوبة ، ومن هو راجع عن ضلالته ممن يموت عليها { قديرا } أي : قادرا على جميع ذلك لا يتعذر عليه شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.