تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60)

ثم ختم السورة بأمر الرسول الكريم بالصبر على أذاهم ، وعدم الالتفاتِ الى عنادهم حتى يأتي وعدُ الله فقال : { فاصبر إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لاَ يُوقِنُونَ } :

اصبر أيها النبي ، على أذاهم ، إن وعد الله بنصرك وإظهار الإسلام على كل دين وعدٌ حق لا يتخلف أبدا ، ( والصبر وسيلة المؤمنين في جهادهم ودعوتهم الى الله ) ،

ولا يحملنّك الذين لا يؤمنون على القلق والخفة وعدم الصبر .

وفي هذا إرشاد للنبيّ عليه الصلاة والسلام ولنا وتعليمٌ بأن نتلقى المكاره بصدر رحب وسعة حلم . . والله ولي الصابرين والحمد الله رب العالمين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60)

{ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } أي : لا شك فيه وهذا مما يعين على الصبر فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع بل سيجده كاملا هان عليه ما يلقاه من المكاره [ ص 646 ] ويسر عليه كل عسير واستقل من عمله كل كثير .

{ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ } أي : قد ضعف إيمانهم وقل يقينهم فخفت لذلك أحلامهم وقل صبرهم ، فإياك أن يستخفك هؤلاء فإنك إن لم تجعلهم{[658]} منك على بال وتحذر منهم وإلا استخفوك وحملوك على عدم الثبات على الأوامر والنواهي ، والنفس تساعدهم على هذا وتطلب التشبه والموافقة{[659]} وهذا مما يدل على أن كل مؤمن موقن رزين العقل يسهل عليه الصبر ، وكل ضعيف اليقين ضعيف [ العقل ]{[660]} خفيفه .

فالأول بمنزلة اللب والآخر بمنزلة القشور فاللّه المستعان .


[658]:- كذا في ب وفي أ: تجعل.
[659]:- كذا في ب وفي أ: والموافقة.
[660]:- زيادة من ب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60)

قوله : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } أي اصبر على أذى المشركين وما تلقاه منهم من المكاره وسوء الفعال ، فإن الله ناصرك ومؤيدك ومظهر لك عن المشركين ، ومنجز لك ما وعدك ، فإن وعده حق وواقع لا يتخلف .

قوله : { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } { يَسْتَخِفَّنَّكَ } ، من الاستخفاف استخف فلان فلانا أي استجهله واستفزّه ، استخف قومه : أي حملهم على الخفة والجهل ؛ أي لا يحملنك قومك الضالون على الخفة فيستفزوك عن دينك ويثبطوك عن أمر الله . والذين لا يوقنون ، أي لا يصدقون بالبعث ولا بالنبوة . وهو من اليقين ، أي العلم وزوال الشك ، ومنه أيقنت واستيقنت وتيقنت{[3630]} .


[3630]:الكشاف ج 3 ص 228، وتفسير البضاوي ص 542، وفتح القدير ج 3 ص 232، وتفسير الرازي ج 25 ص 138، والمصباح المنير ج 1 ص 189، وأساس البلاغة ص 170، ومختار الصحاح ص 743.