فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60)

ثم أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر معللاً لذلك بحقية وعد الله وعدم الخلف فيه ، فقال : { فاصبر } على ما تسمعه منهم من الأذى وتنظره من الأفعال الكفرية فإن الله قد وعدك بالنصر عليهم وإعلاء حجتك وإظهار دعوتك ووعده حق لا خلف فيه { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لاَ يُوقِنُونَ } أي لا يحملنك على الخفة ، ويستفزنك عن دينك ، وما أنت عليه ، الذين لا يوقنون بالله ، ولا يصدقون أنبياءه ، ولا يؤمنون بكتبه ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، يقال : استخف فلان فلاناً ، أي استجهله حتى حمله على اتباعه في الغيّ . قرأ الجمهور { يستخفنك } بالخاء المعجمة والفاء ، وقرأ يعقوب وابن أبي إسحاق بحاء مهملة وقاف من الاستحقاق ، والنهي في الآية من باب : لا أرينك هاهنا .

/خ60