النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60)

قوله : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل وجهين :

أحدهما : أن وعد الله في نصرك وتأييدك حق .

الثاني : أن وعده في انتقامه من أعدائك حق .

{ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : لا يَسْتَعْجَلَنَّكَ ، قاله ابن شجرة .

الثاني : لا يَسْتَفِزَّنَّكَ ، قاله يحيى بن سلام .

الثالث : لا يستنزلنك ، قاله النقاش .

{ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : لا يؤمنون .

الثاني : لا يصدقون بالبعث والجزاء . روى سعيد عن قتادة أن رجلاً من الخوارج قال لعلي كرم الله وجهه وهو خلفه في صلاة الصبح { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ . . } الآية . فقال له عليّ وهو في الصلاة { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } ، والله أعلم .