فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60)

فقال : { فاصبر } على ما تسمعه منهم من الأذى ، وتنظره من الأفعال الكفرية ، والفاء فصيحة .

{ إن وعد الله حق } وقد وعدك بالنصر عليهم ، وإعلاء حجتك ، وإظهار دعوتك ، ووعده حق لا خلف فيه { ولا يستخفنك } أي : لا يحملنك يا محمد صلى الله عليه وسلم على الخفة والجهل والطيش بترك الصبر ، ولا يستفزنك عن دينك وما أنت عليه ، يقال : استخف فلان أي : استجهله حتى حمله على إتباعه في الغي ، وقرئ من الاستحقاق ، والنهي في الآية من باب لا أرينك هاهنا { الذين لا يوقنون } بالله ، ولا يصدقون أنبياءه ولا يؤمنون بكتبه ، ولا بالبعث والحساب .