تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

جاهد : بذل جهده في حرب نفسه . جاهداك : حملاك على الشرك .

ثم بين الله تعالى أن التكليفَ بجهاد النفس وغيرها ليس لنفعٍ يعود إليه بل لفائدة الناس .

ومن جاهدَ نفسه بالصبر على الطاعة ، فإن ثواب جهاده لنفسه ، والله سبحانه لا يحتاج الى شيء من أعمالنا ، كما قال : { مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ } [ فصّلت : 46 ] ، وقال : { إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ } [ الإسراء : 7 ] .

لقد ظن بعض المفسّرين أن هذه الآية مدينة لأن فيها { وَمَن جَاهَدَ } ، والصوابُ أن الآية مكّية والمراد هنا بالجهاد جهادُ النفس والصبر على الأذى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

{ وَمَنْ جَاهَدَ } نفسه وشيطانه ، وعدوه الكافر ، { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } لأن نفعه راجع إليه ، وثمرته عائدة إليه ، والله غني عن العالمين ، لم يأمرهم بما أمرهم به لينتفع به ، ولا نهاهم عما نهاهم عنه بُخْلًا عليهم .

وقد علم أن الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد ، لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير ، وشيطانه ينهاه عنه ، وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه ، كما ينبغي ، وكل هذا معارضات تحتاج إلى مجاهدات وسعي شديد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

ولما حث على العمل ، بين أنه ليس إلا لنفع العامل ، لئلا يخطر في خاطر ما يوجب تعب الدنيا وشقاء الآخرة من اعتقاد ما لا يليق بجلاله تعالى ، فقال عاطفاً على ما تقديره : فمن أراح نفسه في الدنيا فإنما ضر نفسه : { ومن جاهد } أي بذل جهده حتى كأنه يسابق آخر في الأعمال الصالحة { فإنما يجاهد لنفسه } لأن نفع ذلك له فيتعبها ليريحها ، ويشقيها ليسعدها ، ويميتها ليحييها ، وعبر بالنفس لأنها الأمارة بالسوء ، وإنما طوى ما أدعى تقديره لأن السياق للمجاهدة ، ثم علل هذا الحصر بقوله : { إن الله } أي المتعالي عن كل شائبة نقص { لغني } وأكد لأن كثرة الأوامر ربما أوجبت للجاهل ظن الحاجة ، وذلك نكتة الإتيان بالاسم الأعظم ، وبين أن غناه الغنى المطلق بقوله موضع " عنه " { عن العالمين* } فلا تنفعه طاعة ولا تضره معصية .