فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

{ ومن جاهد } الكفار ، وجاهد نفسه على الطاعات ، أو جاهد الشيطان بدفع وساوسه { فإنما يجاهد لنفسه } أي ثواب ذلك له لا لغيره ، ولا يرجع إلى الله سبحانه من نفع ذلك شيء ، وهذا بحكم الوعد لا بحكم الاستحقاق فإن الكريم إذا وعد وفى ، فالحصر إضافي ، فلا يقال كيف يستقيم الحصر ؟ مع أن جهاد الشخص قد ينتفع به غيره كما ينتفع الآباء بصلاح الأولاد ، وينتفع من سن سنة حسنة بفعل من استن بها ، وقيل : المعنى ومن جاهد عدوه لنفسه لا يريد بذلك وجه الله فليس لله حاجة بجهاده ، والأول أولى ، وفيه بشارة وتخويف { إن الله لغني عن العالمين } من الإنس ، والجن والملائكة ، فلا يحتاج إلى طاعتهم ، كما لا تضره معاصيهم ، وإنما أمر ونهي رحمة لعباده .