المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (6)

وقوله تعالى : { ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه } ، إعلان بأن كل واحد مجازى بفعله فهو إذاً له ، وهو حظه الذي ينبغي أن لا يفرط فيه فإن الله غني عن جهاد و «غني عن العالمين » بأسرهم ، وهاتان الآيتان [ . . . . . ]{[9208]} نبذ على سؤال الطائفة المرتابة المترددة في فتنة الكفار التي كانت تنكر أن ينال الكفار المؤمنين بمكروه وترتاب من أجل ذلك ، فكأنهم قيل لهم من كان يؤمن بالبعث فإن الأمر حق في نفسه ، والله تعالى بالمرصاد ، أي هذه بصيرة لا ينبغي لأحد أن يعتقدها لوجه أحد ، وكذلك من جاهد فثمره جهاده له فلا يمن بذلك على أحد ، وهذا كما يقول المناظر عند سوق حجته من أراد أن يرى الحق فإن الأمر كذا وكذا ونحو هذا فتامله ، وقيل : معنى الآية ومن جاهد المؤمنين ودفع في صدر الدين فإنما جهاده لنفسه لا لله فالله غني .

قال القاضي أبو محمد : وهذا قول ذكره المفسرون وهو ضعيف .


[9208]:بين العلامتين [...] كلمة لم نستطع قراءتها.