تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ} (4)

العشار : النوق الحوامل واحدها عشراء بضم العين وفتح الشين .

عُطّلت : أُهملت بدون راع يرعاها ولا طالب .

وأُهملت النوقُ الحوامل ( وقد خصّها الله بالذِكر لأنها أكرم الأموالِ عند العرب ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ} (4)

{ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } أي : عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات ، فجاءهم ما يذهلهم عنها ، فنبه بالعشار ، وهي النوق التي تتبعها أولادها ، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم ، على ما هو في معناها من كل نفيس .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ} (4)

" وإذا العشار عطلت " أي النوق الحوامل التي في بطونها أولادها ، الواحدة عشراء أو التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع ، وبعدما تضع أيضا . ومن عادة العرب أن يسموا الشيء باسمه المتقدم وإن كان قد جاوز ذلك ، يقول الرجل لفرسه وقد قرح : هاتوا مهري وقربوا مهري ، ويسميه بمتقدم اسمه ، قال عنترة :

لا تذكري مُهْرِي وما أطمعتُه *** فيكون جلدُكِ مثل جلدِ الأجربِ

وقال أيضا :

وحَمَلْتُ مُهْرِي وسْطَهَا فمضاها{[15818]}

وإنما خص العشار بالذكر ؛ لأنها أعز ما تكون على العرب ، وليس يعطلها أهلها إلا حال القيامة . وهذا على وجه المثل ؛ لأن في القيامة لا تكون ناقة عشراء ، ولكن أراد به المثل : أن هول يوم القيامة بحال لو كان للرجل ناقة عشراء لعطلها واشتغل بنفسه . وقيل : إنهم إذا قاموا من قبورهم ، وشاهد بعضهم بعضا ، ورأوا الوحوش والدواب محشورة ، وفيها عشارهم التي كانت أنفس أموالهم ، لم يعبؤوا بها ، ولم يهمهم أمرها . وخوطبت العرب بأمر العشار ؛ لأن مالها وعيشها أكثره من الإبل . وروى الضحاك عن ابن عباس : عطلت : عطلها أهلها ، لاشتغالهم بأنفسهم . وقال الأعشى :

هو الواهبُ المائةَ المصطفا *** ةَ إما مَخَاضًا وإما عِشارَا

وقال آخر :

ترى المرءَ مهجورا إذا قلَّ مالُه *** وبيتُ الغِنَى يُهدَى له ويُزَارُ

وما ينفع الزوارَ مالُ مَزُورِهِم *** إذا سَرَحَت شَوْلٌ{[15819]} له وعِشَارُ

يقال : ناقة عشراء ، وناقتان عشراوان ، نوق عشار وعشراوات ، يبدلون من همزة التأنيث واوا . وقد عشرت الناقة تعشيرا : أي صارت عشراء . وقيل : العشار : السحاب يعطل مما يكون فيه وهو الماء فلا يمطر ، والعرب تشبه السحاب بالحامل . وقيل : الديار تعطل فلا تسكن . وقيل : الأرض التي يعشر زرعها تعطل فلا تزرع . والأول أشهر ، وعليه من الناس الأكثر .


[15818]:صدره: * وضربت قرني كبشها فتجدلا *
[15819]:في ظ: بزل.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ} (4)

ولما ذكر أعلام الجماد ، أتبعه أعلام الحيوان النافع الذي هو أعز أموال العرب وأغلبها على وجه دل على عظم الهول فقال : { وإذا العشار } أي النوق التي أتى على حملها عشرة أشهر ، جمع عشراء مثل نفساء ، وهي أحب أموال العرب إليهم وأنفسها عندهم لأنها تجمع اللحم والظهر واللبن والوبر ، " روي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر-{[71833]} في أصحابه بعشار من النوق حفّل ، فأعرض عنها وغض بصره فقيل له : يا رسول الله ! هذا أنفس أموالنا ، لم لا تنظر إليها ؟ فقال : قد نهاني الله عن ذلك ، ثم تلا { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا } [ طه : 131 ] الآية " ولا يزال ذلك اسمها حتى تضع لتمام السنة { عطلت * } أي تركت{[71834]} مهملة كأنه لا صاحب لها مع أنها أنفس أموالهم ، فكانت إذا بلغت ذلك أحسنت إليها وأعزتها واشتد إقبالها عليها{[71835]} : وقالت : جاء خيرها من ولد ولبن ، لأن الأمر ، لاشتغال كل أحد بنفسه ، أهول من أن يلتفت أحد إلى شيء وإن عز .


[71833]:زيد من م.
[71834]:من م، وفي ظ: عطلت.
[71835]:من م، وفي ظ: إليها.