البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ} (4)

العشار جمع عشراء ، وهي الناقة التي مر لحملها عشرة أشهر ، ثم هو اسمها إلى أن تضع في تمام السنة .

التعطيل : التفريغ والإهمال .

والعشار : أنفس ما عند العرب من المال ، وتعطيلها : تركها مسيبة مهملة ، أو عن الحلب لاشتغالهم بأنفسهم ، أو عن أن يحمل عنها الفحول ؛ وأطلق عليها عشاراً باعتبار ما سبق لها ذلك .

قال القرطبي : وهذا على وجه المثل ، لأنه في القيامة لا يكون عشراء ، فالمعنى : أنه لو كان عشراء لعطلها أهلها واشتغلوا بأنفسهم .

وقيل : إذا قاموا من القبور شاهدوا الوحوش والدواب محشورة وعشارهم فيها التي كانت كرائم أموالهم ، لم يعبؤا بها لشغلهم بأنفسهم .

وقيل : العشار : السحاب ، وتعطيلها من الماء فلا تمطر .

والعرب تسمي السحاب بالحامل .

وقيل : العشار : الديار تعطل فلا تسكن .

وقيل : العشار : الأرض التي يعشر زرعها ، تعطل فلا تزرع .

وقرأ الجمهور : { عطلت } بتشديد الطاء ؛ ومضر عن اليزيدي : بتخفيفها ، كذا في كتاب ابن خالويه ، وفي كتاب اللوامح عن ابن كثير ، قال في اللوامح ، وقيل : هو وهم إنما هو عطلت بفتحتين بمعنى تعطلت ، لأن التشديد فيه التعدي ، يقال : منه عطلت الشيء وأعطلته فعطل بنفسه ، وعطلت المرأة فهي عاطل إذا لم يكن عليها الحلى ، فلعل هذه القراءة عن ابن كثير لغة استوى فيها فعلت وأفعلت ، والله أعلم . انتهى .

وقال امرؤ القيس :

وجيد كجيد الريم ليس بفاحش *** إذا هي نصته ولا بمعطل