فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ} (4)

{ وإذا العشار عطلت } العشار النوق الحوامل التي في بطونها أولادها ، الواحدة عشراء وهي التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع ، وخص العشار لأنها أنفس مال عند العرب وأعزه عندهم . ومعنى عطلت تركت هملا بلا راع وبلا حلب ، قال أبيّ بن كعب أي أهملها أهلها ، وذلك شاهدوا من الهول العظيم ، أو لاشتغالهم بأنفسهم .

قيل وهذا على وجه المثل لأن يوم القيامة لا يكون فيه ناقة عشراء . بل المراد أنه لو كان للرجل ناقة عشراء في ذلك اليوم أو نوق عشار لتركها ولم يلتفت إليها اشتغالا بما هو فيه من هول القيامة وسيأتي ما يفيد أن هذا في الدنيا .

وقيل العشار السحاب فإن العرب تشبهها بالحامل ، ومنه قوله تعالى { فالحاملات وقرا } وتعطيلها عدم إمطارها ، وقيل المراد أن الديار تعطل فلا بالتشديد وقرأ ابن كثير في رواية عنه بالتخفيف .