فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ} (4)

{ وَإِذَا العشار عُطّلَتْ } العشار : النوق الحوامل التي في بطونها أولادها الواحدة عشراء ، وهي التي قد أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع . وخصّ العشار لأنها أنفس مال عند العرب ، وأعزّه عندهم ، ومعنى { عطلت } : تركت هملاً بلا راع ، وذلك لما شاهدوا من الهول العظيم . قيل : وهذا على وجه المثل لأن يوم القيامة لا تكون فيه ناقة عشراء ، بل المراد : أنه لو كان للرجل ناقة عشراء في ذلك اليوم أو نوق عشار لتركها ولم يلتفت إليها اشتغالاً بما هو فيه من هول يوم القيامة ، وسيأتي آخر البحث إن شاء الله ما يفيد أن هذا في الدنيا . وقيل : العشار السحاب ، فإن العرب تشبهها بالحامل ، ومنه قوله : { فالحاملات وِقْراً } [ الذاريات : 2 ] وتعطيلها عدم إمطارها قرأ الجمهور : { عُطِّلَتْ } بالتشديد ، وقرأ ابن كثير في رواية عنه بالتخفيف . وقيل : المراد أن الديار تعطل فلا تسكن . وقيل : الأرض التي تعشر زرعها تعطل فلا تزرع .

/خ29