قوله تعالى : { وَإِذَا العشار عُطِّلَتْ } . العشار : جمع عشراء ، وهي : الناقة التي مر لحملها عشرة أشهر ، ثم هو اسمها إلى أن تضع في تمام السَّنة وكذلك يقال في جمع نفساء .
قال القرطبي{[59435]} : وهو اسمها بعد ما تضع أيضاً ، ومن عادة العرب أن يسمُّوا الشيء باسمه المتقدم ، وإن كان قد جاوز ذلك ، يقول الرجل لفرسه وقد قرح : قربوا مهري يسميه بمتقدم اسمه ، وإنَّما خصَّ العشار بالذكر ؛ لأنَّها أعزُّ ما يكون عند العرب ، وهذا على وجه المثل ؛ لأن في القيامة لا تكون ناقة عشراء ، أو المعنى : أنَّ يوم القيامة بحالٍ لو كان للرجل ناقة عشراء لعطَّلها ، واشتغل بنفسه ، يقال : ناقة عشراء ، وناقتان عشراوتانِ ، ونوقٌ عشارٌ وعشراوات ، يبدلون من همزة التأنيث واواً .
وقد عشرت الناقة تعشيراً : أي : صارت عشراء .
وقيل : » العِشَارُ « : السَّحاب ، و » عطلت « : أي : لا تمطر .
والعرب تشبه السحاب بالحامل ، قال تعالى : { فالحاملات وِقْراً } [ الذاريات : 2 ] .
والتعطيل : الإهمال ، ومنه قيل للمرأة : عاطل إذا لم يكن عليها حُليّ . وتقدم «في بئر معطلة »{[59436]} .
5120- وجيدِ كَجيدِ الرِّئمِ لَيْسَ بفَاحِشٍ*** إذَا هِيَ نَصَّتْهُ ولا بِمُعَطِّلِ{[59437]}
وقرأ ابنُ كثير{[59438]} في رواية : «عُطِلت » بتخفيف الطاء .
قال الرازي : هو غلطٌ ، إنما هو بفتحتين ، بمعنى : «تعطَّلتْ » ؛ لأن التشديد فيه للتعدي ، يقال : عطلت الشيء ، وأعطله فعطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.