تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (15)

فتنة : بلاء ومحنة توقع في المهالك .

ثم كرر الله تعالى التحذير فقال :

{ إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ }

فاحذروهم ولا تُلهينَّكم أموالُكم وأولادكم عن عمل الخير ، والسعي في سبيل الله . إن كثيراً من أصحاب الأموال ساهون لاهون عن عمل الخيرِ ، كلُّ هَمِّهم أنفسُهم وأولادُهم وزوجاتهم .

وفي الحديث الصحيح : « إن لكل أمةٍ فتنةً ، وفتنةُ أمتي المال » رواه أحمد والترمذي وغيرهما عن كعب بن عياض . وهذا ما يجري اليوم ، وقد فتح الله على الأمة العربية أبواب الخيرات وجاءهم المالُ بدون حساب ، ونراهم يبذّرونه على أنفسِهم ومُتَعِهم ولا ينفقون منه في سبيل الله والدفاع عن أوطانهم والاستعداد لعدوهم الذي يهدّد كيانهم ، بل يكدّسون المال عند الأعداء ، ولا ينتفع منه إلا العدو ، هدام الله .

{ والله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }

لمن آثَرَ محبَّته على محبةِ المال والأولاد ، ونفعَ به المحتاجين ، وأنفق منه في سبيل الله والوطن .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (15)

{ أنما أموالكم وأولادكم فتنة } ابتلاء واختبار لكم فمن كسب الحرام لأجل الأولاد ومنع ماله عن الحقوق فهو مفتون بالمال والولد { والله عنده أجر عظيم } لمن صبر عن الحرام وأنفق المال في حقه

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (15)

قوله : { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } يعني ما أموالكم وأولادكم إلا بلاء عليكم ومنحة ، في الدنيا إذ يحملونكم على فعل الإثم ، والتفريط في حق الله وطاعته فالأموال تجنح بها القلوب نحو الدنيا وزينتها للاستزادة والاستكثار . أما الأولاد فإنهم يرققون القلوب أيما ترقيق ليعطفوها عن الاستقامة والعدل . فما تلبث هاتيك القلوب أن تجنح للحيف أو التفريط في حق الله . وفي ذلك روى الترمذي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب . فجاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وعليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويعثران ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : " صدق الله عز وجل { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } . نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما " ثم أخذ في خطبته .

قوله : { والله عنده أجر عظيم } المراد بالأجر العظيم الجنة . فإن الله يؤتيها المؤمنين من عباده الذي آثروا طاعة ربهم على الجنوح للمعصية والافتتان بالأموال والأولاد .