تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

فاصفح عنهم : فاعف عنهم .

ولذلك قال له تعالى :

{ فاصفح عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

فأعرِض عنهم أيها الرسول ، وقل لهم سلام ، فسوف يعلمون عاقبة كفرهم ، وأنك ستنتصر عليهم .

وقد أنجز الله وعده ، ونصر دينه ، والحمد لله رب العالمين .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

{ فاصفح عنهم } أي أعرض عنهم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم { وقل سلام } أي سلامة لنا منكم { فسوف تعلمون } تهديد لهم

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

ولما كان هذا قولاً دالاً على غاية ما يكون من بلوغ الجهد ، تسبب عنه ما يسره بإيمانهم وبلوغهم الرتب العالية التي هي نتيجة ما كان مترجى لهم أول السورة ، وذلك كله ببركته صلى الله عليه وسلم في سياق ظاهره التهديد وباطنه - بالنسبة إلى علمه - البشارة بالتشديد فقال : { فاصفح عنهم } أي اعف عمن أعرض منهم صفحاً فلا تلتفت إليهم بغير التبليغ { وقل } أي لهم : { سلام } أي شأني الآن متاركتكم بسلامتكم مني وسلامتي منكم { فسوف يعلمون } بوعد لا خلف فيه ، فهذا ظاهره تهديد كبير ، وقراءة المدنيين وابن عامر بالخطاب أشد تهديداً ، وباطنه من التعبير بالصفح عنهم والسلام بشارة بأنهم يصيرون علماء فيفوقون الأمم في العلم بعد أن يفوقهم في العقل - بما أفهمه أول السورة - فيعلون الأمم في المشي على مناهيج العقل ، فللّه دره من آخر عانق الأول ، ومقطع رد إلى المطلع تنزل ، يا ناظم اللآلئ ! أين تذهب عن هذا البناء العالي ، وتغفل عن هذا الجوهر الرخص الغالي ، وتضل عن هذا الضياء اللامع المتلألىء ، ثم أعلاه فأنزله ، وأغلاه بدر المعاني وفضله .