تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

81

المفردات :

فاصفح عنهم : أعرض عنهم ، أو اعف عنهم عفو المعرض ، ولا تقف عن التبليغ .

وقل سلام : سلام متاركة وهجران ، لا سلام تحية .

التفسير :

89- { فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون } .

تختم السورة بهذه الآية الكريمة توجيها للنبي الأمين صلى الله عليه وسلم ، أي : اتركهم وشأنهم ، ولا تقابل إساءتهم في استقبال دعوتك بإساءة مثلها ، بل هون على نفسك ، واصفح عنهم فعلا وقولا ، واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ، وقل لهم : سلام عليكم ، سلام متاركة وإمهال ، لا سلام محبة وإقبال .

{ فسوف يعلمون } .

عاقبة كفرهم وعنادهم ، بالهزيمة في القتال أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، من بدر إلى فتح مكة ، ثم عذابهم في جهنم وبئس المصير .

ختام السورة:

خلاصة ما تضمنته سورة الزخرف

1- وصف القرآن الكريم بأنه عربي ، متميز في اللوح المحفوظ .

2- الأمر بإنذار قومه صلى الله عليه وسلم ، مع غفلتهم وإسرافهم في لذات الدنيا .

3- شأن هؤلاء الكفار في تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم شأن من سبقهم من المكذبين .

4- اعترافهم بأن الله تعالى خالق السماوات والأرض .

5- ذكر جانب آخر من نعم الله تعالى في بسط الأرض ، وتيسير الطرق بحثا عن الرزق ، وإنزال المطر لإحياء الأرض ، وخلق الأزواج في الإنسان والحيوان والنبات ليتم التناسل وإعمار الكون .

6- ذكر الله عند ركوب الدابة وركوب السفينة .

7- اعتقاد كفار مكة بأن الملائكة بنات الله .

8- تمسكهم بتقليد الآباء والأجداد ، ولو جاءت إليهم ألوان الهداية والرسالة .

9- جانب من قصة إبراهيم الخليل .

10- رغبة كفار مكة في أن ينزل القرآن على رجل غني عظيم من أهل مكة أو الطائف .

11- حكمة الله العليا في توزيع الأرزاق ، واختياره واصطفاؤه للرسالة من يعلم أنه أصلح لها وأولى بها .

12- جانب من قصة موسى مع فرعون .

13- جانب من قصة عيسى عليه السلام .

14- وصف نعيم الجنة .

15- الأهوال التي يلقاها أهل النار ، حتى يتمنوا الموت ليستريحوا مما هم فيه ، ولا مجيب لهم .

16- متاركة أهل الباطل والصفح عنهم حتى يأتي أمر الله .

ثم تفسير سورة الزخرف ، بمدينة المقطم بالقاهرة ، مساء الثلاثاء 26 من صفر 1421ه ، الموافق 30/5/2000 م ، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ، كما يرضى ربنا ويحب ، وصل اللهم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

11 بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 1/421 ، مع تعديل يسير .

2 أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، والإمام أحمد ، وانظر مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني ، 3/286 .

3 إن كاد ليسلم :

رواه مسلم في الشعر ( 2255 ) وأحمد في مسنده ( 18963 ) من حديث عمرو بن الشريد يحدث عن أبيه قال : استنشدني رسول صلى الله عليه وسلم من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته ، فكلما أنشدته بيتا قال : " هي " ، حتى أنشدته مائة قافية ، فقال : ( إن كاد ليسلم ) .

4 لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة :

رواه الترمذي ( 2320 ) وابن ماجة ( 4110 ) من حديث سهل بن سعد وقال : هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه . ولفظ الترمذي : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا . . ) الحديث . ولفظه عند ابن ماجة : ( والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه الشاة على أهلها ولو كانت الدنيا تعدل . . . ) الحديث . قال السيوطي في زيادة الجامع في تخريج الحديث : الترمذي والحاكم وصححه من حديث سهل بن سعد وضعفه الذهبي . قال المناوي في الفيض : قال الترمذي صحيح غريب ، وليس كما قال ففيه عبد الحميد بن سليمان أورده في الضعفاء ، وقال أبو داود غير ثقة ، ورواه ابن ماجة أيضا وفيه عنده زكريا بن منظور قال الذهبي في الضعفاء : منكر الحديث ، ورواه عنه الحاكم أيضا وصححه فرده الذهبي بأن زكريا بن منظور ضعفوه . وقال في موضع آخر : ولتعدد هذه الطرق رمز المؤلف لحسنه .

5 أفي شك أنت يا ابن الخطاب :

هذا اللفظ جزء من حديث الإيلاء ، رواه مسلم في الطلاق ( 1479 ) ، والترمذي في التفسير ( 3318 ) من حديث ابن عباس .

6 هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة :

رواه البخاري في اللباس ( 5831 ) وأبو داود في الأشربة ( 3723 ) والترمذي في الأشربة ( 1878 ) وابن ماجة في الأشربة ( 3414 ) ( 22848 ) من حديث حذيفة .

7 إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم :

رواه البخاري في الاعتكاف ( 2038 ، 2039 ) وفي بدء الخلق ( 3281 ) وفي الأحكام ( 7171 ) ومسلم في السلام ( 2175 ) وأبو داود في الصوم ( 2470 ) وفي الأدب ( 4994 ) وابن ماجة في الصيام ( 1779 ) وأحمد في مسنده ( 26322 ) من حديث علي بن الحسين ومن حديث صفية كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه فرحن ، فقال لصفية بنت حيي : ( لا تعجلي حتى أنصرف معك ) ، وكان بيتها في دار أسامة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم معها فلقيه رجلان من الأنصار فنظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم أجازا فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعاليا إنها صفية بنت حيي ) ، قالا : سبحان الله يا رسول الله ، قال : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يلقى في أنفسكما شيئا ) . ورواه مسلم في السلام ( 2174 ) وأبو داود في السنة ( 4719 ) وأحمد في مسنده ( 12182 ) من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع إحدى نسائه فمر به رجل فدعاه فجاء ، فقال : ( يا فلان ، هذه زوجتي فلانة ) ، فقال : يا رسول الله من كنت أظن به ، فلم أكن أظن بك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) .

8 ألا وإن العربية ليست لكم بأب ولا أم :

تقدم تخريجه ، انظر هامش ( 4 ) .

9 إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق :

رواه أحمد في مسنده ( 8595 ) من حديث أبي هريرة .

10 وأخرجه أحمد ، والطبراني ، والبيهقي في الشعب .

11 إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب :

رواه أحمد في مسنده ( 16860 ) من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فإنما هو استدراج ) ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } . قال المناوي في فيض القدير : قال الهيثمي : رواه الطبراني عن شيخه الوليد بن العباس المصري ، وهو ضعيف . وقال العراقي : إسناده حسن ، وتبعه المؤلف فرمز لحسنه .

12 قال تعالى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . ( البقرة : 259 ) .

13 الأكمه : الأعمى خلقة .

14 ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم :

رواه البخاري في البيوع ( 2222 ) ومسلم في الإيمان ( 155 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) .

15 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين :

رواه البخاري تعليقا في الاعتصام ، باب : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ، ووصله في المناقب ( 3640 ) ، وفي الاعتصام ( 7311 ، 7459 ) ، والدارمي ( 2432 ) ، وأحمد ( 17669 ، 17701 ) من حديث المغيرة . ورواه مسلم في الإمارة ( 1920 ) ، وأبو داود في الفتن ( 4252 ) ، والترمذي في الفتن ( 2229 ) ، وابن ماجة في المقدمة ( 10 ) ، وأحمد ( 21897 ) من حديث ثوبان بن بجدد . ورواه البخاري في المناقب ( 3641 ، 7460 ) ، ومسلم في الإمارة ( 1037 ) ، وأحمد ( 16439 ، 16485 ) من حديث معاوية . ورواه الدارمي ( 2433 ) من حديث عمر بن الخطاب . ورواه أحمد ( 8075 ) من حديث عبد الرحمن ، ورواه أحمد ( 20346 ، 20375 ) من حديث جابر بن سمرة ، ورواه الترمذي ( 2192 ) ، وابن ماجة ( 6 ) ، وأحمد ( 15170 ، 19849 ) من حديث قرة بن إياس . ورواه مسلم في الإيمان ( 156 ) ، وفي الإمارة ( 1923 ) ، وأحمد ( 14310 ، 14707 ) من حديث جابر . ورواه أبو داود في الجهاد ( 2484 ) ، وأحمد ( 19350 ، 19419 ) من حديث عمران بن حصين . ورواه أحمد ( 16517 ) من حديث سلمة بن نفيل . ورواه أحمد ( 21816 ) من حديث صدي بن عجلان . ورواه أحمد ( 18804 ) من حديث زيد بن أرقم . ورواه ابن ماجة في المقدمة ( 7 ) من حديث عبد الرحمن . ورواه ابن ماجة في المقدمة ( 9 ) من طريق الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : قام معاوية . . . ورواه أحمد ( 20426 ) اسم مبهم .

16 أنتم أعلم بأمر دنياكم :

رواه مسلم في الفضائل ( 2363 ) وأحمد في مسنده ( 12135 ) من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون ، فقال : ( لو لم تفعلوا لصلح ) ، قال : فخرج شيصا فمر بهم فقال : ( ما لنخلكم ) ؟ قالوا : قلت كذا وكذا ، قال : ( أنتم أعلم بأمر دنياكم ) .

17 ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم :

رواه البخاري في كتاب الاعتصام ( 7228 ) ، ومسلم في كتاب الفضائل ( 1337 ) ، والترمذي في العلم ( 2679 ) والنسائي في المناسك ( 2619 ) وابن ماجة في المقدمة ( 2 ) وأحمد ( 7320 ) من حديث أبي هريرة .

18 في رواية : يتخولنا بالموعظة ، أي : يعطيها لنا بكميات قليلة ، فترة بعد فترة .

19 كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة :

رواه البخاري في العلم ( 68 ، 70 ) ومسلم في صفة القيامة ( 2821 ) من حديث ابن مسعود قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا .

20 لو أن عبدين تحابا في الله واحد بالمشرق :

ذكره الهندي كنز العمال ( 24646 ) ونسبه للبيهقي في الشعب عن أبي هريرة .

21 لا تلبسوا الحرير ولا الديباج :

تقدم تخريجه ، انظر هامش ( 33 ) .

22 إنكم سترون ربكم :

رواه البخاري في التفسير ( 4581 ) ، وفي التوحيد ( 7440 ) ، ومسلم في الإيمان ( 183 ) من حديث أبي سعيد الخدري .

23 يطلب من الله العتبى والمغفرة والتوبة .

24 لن يدخل أحدا عمله الجنة قالوا ولا أنت :

رواه البخاري في المرضى ( 5673 ) ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار ( 2816 ) ، من حديث أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لن يدخل أحدا عمله الجنة ) ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزدادا خيرا ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب ) .

25 الحديث أخرجه ابن أبي حاتم .

26 تفسير أبي السعود .

27 التفسير المنير أ . د وهبة الزحيلي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت لبنان ، الجزء 25 ص 196 .