الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

ثم قال تعالى : { فاصفح عنهم وقل سلام } ، أي : دعهم واغفر{[61964]} لهم قولهم وفعلهم وقل : مسالمة ومتاركة مني إليكم ، وتقديره : وقل{[61965]} أمري سلام .

وهذا كان{[61966]} قبل أن يؤمر{[61967]} بالقتال ، ثم نسخ ذلك بالأمر بالقتال{[61968]} .

وقال الفراء : التقدير : وقل سلام عليكم ، ثم حذف ، وهو بعيد{[61969]} لم يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن{[61970]} يجيبهم ، إنما أمر ( بأن يسالمهم ){[61971]} حتى يأتيه أمر الله عز وجل .

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ{[61972]} النصارى واليهود بالسلام فكيف يأمره الله بذلك للمشركين وينهاه{[61973]} عنه .

قال ابن عباس : ( فاصفح عنهم ، أي : أعرض عنهم ){[61974]} .

ثم قال : ( فسوف تعلمون ) .

هذا تهدد ووعيد ، أي : سوف تلقون ما يسؤوكم غدا إن تماديتم على كفركم .


[61964]:(ت): وغفر.
[61965]:(ح): (وقال).
[61966]:في طرة (ت).
[61967]:(ح): يؤمروا.
[61968]:انظر تفصيل ذلك في الإيضاح 407، ومشكل إعراب القرآن 2/653، والناسخ لابن حزم 55، وناسخ ابن العربي 2/358، والمحرر الوجيز 14/282، وجامع القرطبي 16/124، والجواهر الحسان (5). ورد ابن الجوزي – في نواسخ القرآن – القول بنسخها، 89.
[61969]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/653، ومعاني الفراء 3/38، وإعراب النحاس 4/124، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/356.
[61970]:(ت): (أن).
[61971]:(ت): (بارسالهم).
[61972]:(ت): (يبتدئ).
[61973]:(ت): (وينهى هو).
[61974]:انظر جامع القرطبي 16/124.