فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

ثم لما نادى ربه بهذا ، أجابه بقوله : { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ } أي أعرض عن دعوتهم .

{ وَقُلْ سَلَامٌ } أي أمري تسليم منكم ، ومتاركة لكم ، وقال الفراء إن سلام مرفوع بإضمار عليكم ، قال عطاء : يريد مداراة حتى ينزل حكمي ، ومعناه المتاركة كقوله { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } فليس في الآية مشروعية السلام على الكفار كما قيل ، وقال قتادة أمره بالصفح عنهم ، ثم أمره بقتالهم ، فصار الصفح منسوخا بالسيف ، وقيل هي محكمة لم تنسخ { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } قرأ الجمهور بالتحتية ، وقرئ بالفوقية ، وفيه تهديد شديد لهم ووعيد عظيم من الله عز وجل وتسلية له صلى الله عليه وسلم .