محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

{ فاصفح } أي أعرض { عنهم وقل سلام } أي لكم أو عليكم . أو أمري سلام . أي متاركة ، فهو سلام متاركة لا تحية .

وقال الرازي : احتج قوم بهذه الآية على أنه يجوز السلام على الكافر . ثم قال : إن صح هذا الاستدلال فإنه يوجب الاقتصار على مجرد قوله { سلام } وأن يقال للمؤمن ( سلام عليكم ) والمقصود التنبيه على التحية التي تذكر للمسلم والكافر . اه .

وفيه نظر ، لأنه جمود على الظاهر البحت هنا ، والغفلة عن نظائره . من نحو قول{[6502]} إبراهيم عليه السلام لأبيه { سلام عليك سأستغفر لك ربي } وآية {[6503]} { سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } على أن الأكثر على أن الخبر هنا محذوف ، أي ( عليكم ) والمقدر كالمذكور ، والمحذوف لعلة كالثابت . فالصواب أن السلام للمتاركة . والله أعلم { فسوف يعلمون } أي حقية ما أرسلت به ، بسموّ الحق وزهوق الباطل .

/خ89


[6502]:[ 19/ مريم/ 47].
[6503]:[ 28/ القصص/ 55].