تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

ثم بين الله تعالى لرسوله الكريم أن دعوته لا تؤثر في قلوبهم ، فأنت يا محمد ،

لا تُسمع الصمَّ عن الحق ولا تهدي العميَ عن الاعتبار .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

قوله تعالى : " أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي " يا محمد " ومن كان في ضلال مبين " أي ليس لك ذلك فلا يضيق صدرك إن كفروا ، ففيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم . وفيه رد على القدرية وغيرهم ، وأن الهدى والرشد والخذلان في القلب خلق الله تعالى ، يضل من يشاء ويهدي من يشاء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

ولما كان صلى الله عليه وسلم شديد الإرادة لإقبالهم يكاد يقتل نفسه أسفاً على إدبارهم ، وكان هذا الزجر الذي لا يسمعه من له أدنى عقل إلا خلع قلبه فرجع عن غيه وراجع رشده قد تلا عليهم فلم ينتفعوا به ، فكان كأنه قيل : إن هؤلاء لصم عمي محيط بهم الضلال إحاطة لا يكادون ينفكون عنه من كل جانب ، فلا وصول لأحد إلى إسماعهم ولا تبصيرهم ولا هدايتهم ، قال بانياً عليه مسبباً عنه تخفيفاً على النبي صلى الله عليه وسلم فيما يقاسي من الكرب في المبالغة في إبلاغهم حرصاً على إقبالهم والغم من إعراضهم بهمزة الإنكار الدالة على نفي ما سيقت له : { أفأنت } أي وحدك من غير إرادة الله تعالى { تسمع الصم } وقد أصممناهم بما صببنا في مسامع أفهامهم من رصاص الشقاء { أو تهدي العمي } الذين أعميناهم بما غشينا به أبصار بصائرهم من أغشية البلادة والخسارة ، فصار ما اختاروه لأنفسهم من العشى عمى مقروناً بصممهم { ومن كان } أي جبلة وطبعاً { في ضلال مبين } أي بين في نفسه أنه ضال وأنه محيط بالضلال مظهر لكل أحد ذلك ، فهو بحيث لا يخفى على أحد ، فالمعنى : ليس شيء من ذلك إليك ، بل هو إلى الله القادر على كل شيء ، وأما أنت فليس عليك إلا البلاغ .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

قوله : { أفأنت تسمع الصّمّ أو تهدي العمي } الهمزة لإنكار التعجب ، وفي ذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإخبار له بأنه لا يملك القدرة على إسماع من سلبه الله الاستطاعة لسماع الحجج والدلائل ، ولا هداية من أعمى الله قلبه عن إبصار الحق والهدى ، فإنه لا يقدر على ذلك إلا الله الخالق . فما ينبغي أن يضيق صدرك يا محمد بضلال هؤلاء المشركين وعدم اهتدائهم للحق وشدة جموحهم نحو الباطل { ومن كان في ضلال مبين } معطوف على ما قبله ، أي إنك لا تهدي من حاد عن صراط الله أو سلك غير سبيل الحق . إن هؤلاء الكافرين جميعا أشبه بالصّم الذين لا يعقلون ما جئتهم به ، وأشبه بالعمي الذين لا يبصرون الحق والنور لإفراطهم في الضلالة وإيغالهم في الجهالة .