تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

36

التفسير :

40- { أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين } .

كان صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية قومه ، راغبا في دعوتهم للإسلام ، وإنقاذهم من عذاب جهنم ، لكنهم تصامموا عن دعوته ، وأعرضوا عن الإسلام ، وغلبتهم رغباتهم في متعهم ولذائذهم ، وانشغالهم بالخمر والإثم عن تلبية دعوة الإسلام ، فأخبر الله رسوله بأنه لا أمل في هدايتهم ، فطب نفسا ، وقر عينا ، فأنت يا محمد لن تستطيع أن تسمع هؤلاء الكفار ، الذين هم كالصم والعمي ، ومن كان في ضلال واضح ، والمراد بالعمى هنا عمى البصيرة ، والمراد بالصمم انغلاق القلب عن سماع الحق ، ورغبته في اتباع الضلال الواضح ، مثل عبادة الأصنام ، وشرب الخمر ، وارتكاب الفواحش .