فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

ثم ذكر سبحانه أنها لا تنفع الدعوة والوعظ من سبقت له الشقاوة ، فقال : { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصم أَوْ تَهْدِى العمى } الهمزة لإنكار التعجب ، أي : ليس لك ذلك ، فلا يضيق صدرك إن كفروا ، وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإخبار له أنه لا يقدر على ذلك إلاّ الله عزّ وجلّ ، وقوله : { وَمَن كَانَ في ضلال مُّبِينٍ } عطف على العمي ، أي إنك لا تهدي من كان كذلك ، ومعنى الآية : أن هؤلاء الكفار بمنزلة الصمّ الذين لا يعقلون ما جئت به ، وبمنزلة العمي الذين لا يبصرونه لإفراطهم في الضلالة ، وتمكنهم من الجهالة .

/خ45