فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ أَوۡ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (40)

ثم ذكر سبحانه أنها لا تنفع الدعوة والوعظ من سبقت له الشقاوة فقال : { أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( 40 ) } .

{ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ } الهمزة لإنكار التعجب أي ليس لك ذلك فلا يضيق صدرك إن كفروا ، وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإخبار له بأنه لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل .

{ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } عطف على العمي للتغاير العنواني ، وإلا فالمصداق واحد ، أي إنك لا تهدي من كان كذلك ، ومعنى الآية أن هؤلاء الكفار بمنزلة الصم الذين لا يعقلون ما جئت به ، وبمنزلة العمي الذين لا يبصرون لإفراطهم في الضلالة وتمكنهم من الجهالة .