تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

ثم بين الله تعالى قدرته على ذلك وأنه يفعل ما يشاء ، لا رادّ لحكمه ، فله السلطان المطلق والتصرف الكامل . ومع ذلك كله فهو الغفور الرحيم { وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

أي هو غني عن عباده ، وإنما ابتلاهم بالتكليف ليثيب من آمن ويعاقب من كفر وعصى .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

ولما انقضى حديث الجنود عامة ثم خاصة من المنتدبين{[60290]} والمخلصين وختم بعذاب الكافرين ، وكان المتصرف في الجنود ربما كان بعض خواص الملك ، فلا يكون تصرفه فيهم تاماً ، وكان الملك قد لا يقدر على عذاب من أراد من جنوده ، وكان إذا قدر قد لا يقدر على العذاب بكل ما يريده من السعير الموصوف {[60291]}وغيره لعدم{[60292]} عموم ملكه{[60293]} قال تعالى عاطفاً على آية الجنود : { ولله } أي {[60294]}الملك الأعظم{[60295]} وحده { ملك السماوات والأرض } أي من الجنود وغيرها ، يدبر ذلك كله كيف يشاء {[60296]}لا راد لحكمه ولا معقب{[60297]} .

ولما{[60298]} لم يكن في هؤلاء من عذب بما عذب الأمم الماضية من الريح وغيرها ، لم يذكر ما بين الخافقين ، وذكر نتيجة التفرد بالملك بما{[60299]} يقتضيه الحال من الترغيب والترهيب : { يغفر لمن يشاء } أي لا اعتراض لأحد عليه {[60300]}بوجه ما{[60301]} { ويعذب من يشاء } أي{[60302]} لأنه لا يجب عليه شيء ولا يكافيه شيء ، وليس هو كالملوك الذين لا يتمكنون من مثل ذلك لكثرة الأكفاء المعارضين لهم في الجملة ، وعلم من هذا التقسيم المبهم أيضاً-{[60303]} أن منهم من يرتد فيعذبه ، ومنهم من يثبت{[60304]} على الإسلام فيغفر له لأنه لا يعذب بغير ذنب وإن كان له أن يفعل ذلك ، لأنه لا يسأل عما يفعل وملكه تام ، فتصرفه فيه عدل كيفما كان . ولما كان من يفعل الشيء في وقت قد لا يستمر على وصف القدرة عليه قال تعالى : { وكان الله } أي المحيط بصفات الكمال أزلاً وأبداً ، لم يتجدد{[60305]} له شيء لم يكن . ولما ابتدأ الآية بالمغفرة ترغيباً في التوبة ، ختم بذلك لأن المقام له ، وزاد الرحمة تشريفاً لنبي المرحمة{[60306]} بالترغيب والدلالة على أن رحمته غلبت غضبه فقال : { غفوراً } أي لذنوب المسيئين { رحيماً * } أي مكرماً بعد الستر بما لا تسعه العقول ، وقدرته على الإنعام كقدرته على الانتقام .


[60290]:من مد، وفي الأصل و ظ: المبتدين.
[60291]:من ظ ومد، وفي الأصل: الموت والإحياء بالعذاب وغير ذلك مما اشتملت عليه القدرة الإلهية والملك التام الذي لا شبيه له، وقد دل السياق على عدم.
[60292]:من ظ ومد، وفي الأصل: الموت والإحياء بالعذاب وغير ذلك مما اشتملت عليه القدرة الإلهية والملك التام الذي لا شبيه له، وقد دل السياق على عدم.
[60293]:من ظ ومد، وفي الأصل: ملك غيره.
[60294]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[60295]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[60296]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[60297]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[60298]:زيد في الأصل: كان، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[60299]:في مد:ما.
[60300]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[60301]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[60302]:سقط من ظ ومد.
[60303]:زيد من مد.
[60304]:من ظ ومد، وفي الأصل: لا يثبت.
[60305]:من ظ ومد، وفي الأصل: لم يتجد.
[60306]:من مد، وفي الأصل و ظ: الرحمة.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

قوله : { ولله ملك السماوات والأرض } كل شيء مملوك لله ، فهو سبحانه بيده ملكوت كل شيء وهو غني عن العالمين . وهو لا يعبأ بإيمان من آمن أو كفران من كفر . وهو سبحانه يغفر لمن يشاء أن يغفر له ، ويعذب من يشاء أن يعذبه ، لا يسأل عما يفعل { وكان الله غفورا رحيما } الله يغفر الذنوب لعباده التائبين المنيبين إليه وهو سبحانه رحيم بعباده التائبين فلا يؤاخذهم بذنوبهم التي كفوا أنفسهم عنها . وذلك ترغيب من الله لهؤلاء في التوبة عما تلبست قلوبهم من النفاق وسوء الأماني والظنون{[4259]} .


[4259]:تفسير الطبري جـ 26 ص 49 وفتح القدير جـ 5 ص 48.