فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

{ ولله ملك السماوات والأرض } يتصرف فيه كيف يشاء ، لا يحتاج إلى أحد من خلقه ، وإنما تعبدهم ليثبت من أحسن ، ويعاقب من أساء ، ولهذا قال : { يغفر لمن يشاء } أن يغفر له { ويعذب من يشاء } أن يعذبه لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون ، وهذا حسم لإطماعهم الفارغة في إستغفاره صلى الله عليه وسلم لهم { وكان الله غفورا رحيما } أي كثيرة المغفرة والرحمة ، بليغهما ، يختص بمغفرته ورحمته من يشاء من عباده وتقتضي الحكمة مغفرته من المؤمنين دون من عداهم من الكافرين فهم بمعزل عن ذلك قطعا .