السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

{ ولله } أي : الملك الأعظم وحده { ملك السماوات والأرض } أي : من الجنود وغيرها يدبر ذلك كله كيف يشاء { يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } أي : لا اعتراض لأحد عليه لأنه لا يجب عليه شيء ولا يكافئه أحد وليس هو كالملوك الذين لا يتمكنون من مثل ذلك لكثرة الأكفاء المعارضين لهم في الجملة وعلم من هذا أنّ منهم من يرتدّ فيعذبه ومنهم من يثبت على الإسلام فيغفر له لأنه لا يعذب بغير ذنب وإن كان له أن يفعل ذلك لأنه لا يسأل عما يفعل وملكه تامّ فتصرفه فيه عدل كيف كان { وكان الله } أي : المحيط بصفات الكمال أزلاً وأبداً لم يتجدّد له شيء لم يكن { غفوراً } أي : لذنوب المسيئين { رحيماً } أي : مكرماً ما بعد الستر بما لا تسعه العقول وقدرته على الإنعام كقدرته على الانتقام .