تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

11

التفسير :

14- { ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما } .

هو سبحانه الملك الحقيقي لهذا الكون كله ، سمائه وأرضه ، وبحاره وأنهاره ، وليله ونهاره ، وشمسه وقمره : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } . ( الإسراء : 44 ) .

وهو سبحانه : { يغفر لمن يشاء } . ممن تاب وأناب ، ودخل في محراب الإنابة والرجوع إلى الله ، وفيه حث للمنافقين والكافرين وجميع الناس على الدخول في رحمته الواسعة ، والإنابة والرجوع إليه ، والندم على ارتكاب النفاق والشقاق .

{ ويعذب من يشاء } . فلا يقدر أحد على دفع العذاب عنكم إن أراد الله تعذيبكم ، وفيه تحريض لهم على عدم اللجوء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليعاملهم على ظواهرهم ويستغفر لهم ، لأن الله تعالى هو المطلع على السرائر ، وبيده وحده المغفرة لمن يشاء ، والعذاب لمن يشاء .

{ وكان الله غفورا رحيما } .

أي : كان ولا يزال واسع المغفرة ، سبقت رحمته غضبه ، وفتح أبوابه للتائبين .

قال ابن جرير الطبري : هذا من الله جل ثناؤه حث لهؤلاء الأعراب المتخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على التوبة والمراجعة إلى أمر الله ، في طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يقول لهم : بادروا بالتوبة من تخلفكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يغفر للتائبين ، لأنه لم يزل ذا عفو عن عقوبة التائبين إليه من ذنوبهم ومعاصيهم من عباده ، وذا رحمة بهم أن يعاقبهم على ذنوبهم بعد توبتهم منها .