إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (14)

{ وَللَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض } وما فيهما ينصرفُ في الكلِّ كيفَ يشاءُ . { يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء } أنْ يغفرَ له { وَيُعَذّبُ مَن يَشَاء } أنْ يعذَبهُ من غير دخلٍ لأحدٍ في شيءٍ منهُمَا وجُوداً وعدماً ، وفيه حسمٌ لأطماعِهم الفارغة في استغفارِه عليه الصلاةُ والسلامُ لهم { وَكَانَ الله غَفُوراً رحِيماً } مُبالغاً في المغفرةِ والرحمةِ لمن يشاءُ ، ولا يشاءُ إلا لمن تقتضِي الحكمةُ مغفرتَهُ ممن يؤمنُ به وبرسولِه وأما من عداهُ من الكافرينَ فهمُ بمعزلٍ من ذلك قطعاً .