الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (8)

قال الزجاج : لا يقال : إن زيدا فمنطلق ، وها هنا قال : " فإنه ملاقيكم{[14965]} " لما في معنى " الذي " من الشرط والجزاء ، أي إن فررتم منه فإنه ملاقيكم ، ويكون مبالغة في الدلالة على أنه لا ينفع الفرار منه . قال زهير :

ومن هاب أسباب المنايا يَنَلْنَه *** ولو رام أسباب السماء بسُلَّمِ

قلت : ويجوز أن يتم الكلام عند قوله : " الذي تفرون منه " ثم يبتدئ " فإنه ملاقيكم " . وقال طرفة :

وكفى بالموت فاعلم واعظا *** لمن الموت عليه قد قُدِرْ

فاذكر الموت وحاذر ذكره *** إن في الموت لذي اللب عِبَرْ

كل شيء سوف يلقى حتفه *** في مقام أو على ظهر سَفَرْ

والمنايا حوله ترصده *** ليس ينجيه من الموت الحَذَرْ


[14965]:ما بين المربعين ساقط من ح، س.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (8)

قوله : { قل إن الموت الذي تفرّون منه فإنه ملاقيكم } الفاء في قوله : { فإنه } متضمنة معنى الشرط . وقيل : مزيدة{[4538]} يعني : قل لهؤلاء الذين يفرون من الموت فرار المضطرب المذعور ، لا مناص لكم من الموت ، فإنه نازل بكم وكلكم صائرون إليه لا محالة ولسوف تردون إلى ربكم يوم القيامة ، وهو سبحانه عليم بكل شيء فيعلم الحاضر المشهود والخفيّ المستور { فينبئكم بما كنتم تعملون } أي يخبركم يومئذ بما عملتموه من سوء الفعال فيجازيكم على ذلك{[4539]} .


[4538]:الدر المصون جـ 10 ص 329.
[4539]:تفسير النسفي جـ 4 ص 56 وفتح القدير جـ 5 ص 226.